في تطور لافت قد يعيد رسم ملامح العلاقة التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين، أعلنت شركتا برمجيات أشباه الموصلات الرائدتان “سينوبسيس” و”كادنس” عن رفع الحكومة الأمريكية للقيود التي كانت مفروضة على تصدير برمجيات تصميم الرقائق إلى السوق الصينية، ما يمهد الطريق أمام استئناف الأعمال التجارية وتعزيز التعاون بين العملاقين الاقتصاديين.
وأكدت شركة “كادنس” لشبكة “سي إن بي سي” أن مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة الأمريكية قد ألغى القيود السابقة، مشيرة إلى أنها بدأت بالفعل إجراءات إعادة تمكين العملاء المتضررين من الوصول إلى برمجياتها وتقنياتها، وذلك في إطار التزامها الكامل بالقوانين واللوائح المنظمة للتصدير في الولايات المتحدة.
من جهتها، أوضحت شركة “سينوبسيس” في بيان رسمي أنها تعمل على إعادة تفعيل وصول منتجاتها وخدمات الدعم الفني إلى عملائها في الصين، مؤكدة استعدادها للانخراط مجددًا في السوق الصينية بعد رفع الحظر.
وشملت هذه الخطوة أيضًا شركات أخرى في القطاع، من بينها “سيمنز إي دي إيه”، الذراع التقنية التابعة للمجموعة الألمانية “سيمنز”، والتي أفادت بدورها بإمكانية استئناف أنشطتها التجارية في الصين بعد رفع القيود الأمريكية.
وكانت واشنطن قد فرضت، في 23 مايو الماضي، حزمة من القيود على صادرات برمجيات ومعدات صناعة أشباه الموصلات إلى الصين، تضمنت اشتراط الحصول على تراخيص مسبقة لتصدير البرمجيات والمواد الكيميائية المستخدمة في هذا القطاع، ضمن إطار أوسع يهدف إلى تنظيم التجارة وحماية التكنولوجيا الأمريكية من الوصول غير المصرح به إلى الأسواق الخارجية، خصوصًا في ما يتعلق بالتقنيات الحساسة.
ويُنظر إلى رفع هذه القيود كخطوة إيجابية باتجاه تهدئة التوترات التجارية بين البلدين، وفتح آفاق جديدة أمام التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة، خاصة في وقت تشهد فيه صناعة أشباه الموصلات العالمية ضغوطًا متزايدة نتيجة التنافس الجيوسياسي وتعقيدات سلاسل الإمداد.