الحدث بريس ـ مُتابعة
رمضان موسم الطاعات، والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى وهي فرصة للجميع لإعادة الحسابات، ونيل الثواب وزيادة الطاعات، ونيل رضاه.
قد يظن البعض أنه بمجرد قدوم شهر رمضان سيحضر القلب ويحل الخشوع وتكثر الطاعات، إلا أن كثيرا من العلماء أشاروا إلى ضرورة الاستعداد للشهر الكريم حتى يقوى العبد على العبادة في هذا الشهر المبارك.
ومع العد التنازلي لقدوم شهر رمضان الكريم، قد يتساءل البعض كيف يستعد لشهر الخير والطاعات، حتى يكون فيه من الفائزين بما فيه من خير وبركات ورحمات وتحقيق للأمنيات.
إليك 5 خطوات للإستعداد للشهر الفضيل :
النية والتوبة
ومن حسن الإستعداد لشهر رمضان الكريم عقد العزم والنية الخالصة على صوم الشهر الكريم، وتعميره بالطاعات وزيادة الحسنات، والتوبة الصادقة عن فعل السيئات.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :”إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة”، حديث متفق عليه.
والتوبة وهي واجبة في كل وقت، فما بال بقدوم شهر الطاعات، إذ إن المعصية تقيد صاحبها عن السير في ركاب الطائعين في هذا الشهر الكريم، فالمعاصي تثقل القلوب وتجعلها في ظلمة وقسوة وبعد عن الله.
لابد من التوبة النصوح من كل الذنوب صغيرها وكبيرها، ودوام الاستغفار وكثرة الإلحاح والتضرع إلى الله، وها شهر المغفرة والعتق من النيران فرصة ذهبية للتقرب إلى الله.
الدعاء
كان الصحابة رضوان الله عليهم، يستعدون لشهر رمضان مبكرا، فكما يقول معلي بن الفضل عن أحوال الصحابة “كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم”.
وقال يحيى بن أبي كثير كان من دعاء الصحابة “اللهم سلمني إلى رمضان، اللهم سلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلا”، وكانوا يستعدون له بالدعاء وكثرة الصيام وقراءة القرآن.
وقد روى الطبراني عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: “أنه كان إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان”، قاله الألباني وقد ضعفه البعض.
صيام شعبان
ومع اقتراب حلول شهر رجب، فإنه من المستحب الصيام فيه، فهو أحد الأشهر الحرم التي قال الله تعالى فيها :”إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ”.
وقد ذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية، وبعض الحنابلة إلى استحباب الصيام في شهر رجب، كما يستحب صيام باقي الأشهر الحرم، واستدلوا على ذلك ببعض الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ووفقا لما ذكره مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن فضل الصيام في شهر رجب، فإنه قد ورد عن عثمان بن حكيم الأنصاري قال: سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب – ونحن يومئذ في رجب – فقال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم).
واستدلل العلماء على فضل الصيام في شهر رجب، بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، حين سئل عن سبب صومه شهر شعبان: (ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ) رواه النسائي (2357). العبادة الصيام.
التقليل من الطعام
رغم أن شهر رمضان هو شهر الصوم، إلا أنه ارتبط بكثرة الحلويات والمأكولات، حتى تجد أصنافا متعددة من الطعام على مائدة الإفطار، وما لكثرة الطعام من ثقل على المعدة والجسد تجعله في خمول يثقله عن صلاة التراويح.
وقبل قدوم رمضان يمكن تدريب المعدة والنفس على تقليل الطعام، للتعود على ذلك، حتى إذا ما جاء شهر رمضان يتلذذ بالصيام ويصبح في صحة وقوى تجعله قادرا على الاستمتاع بكثرة الصلاة والطاعات.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم حين تجشأ رجل عنده :” كف عنا جشاءك، فإن أطولكم شبعًا في الدنيا أطولكم جوعًا يوم القيامة” رواه الترمذي، وقال محمد بن واسع:” من قل طعامه فهم وأفهم وصفا ورق، وإن كثرة الطعام تمنع صاحبها عن كثير مما يريد”.
القرآن الكريم
ومما كان يستعد به الصحابة والسلف الصالح لشهر رمضان، كثرة قراءة القرآن الكريم، فيقول أنس بن مالك: “كان المسلمون إذا دخل شعبان انكبُّوا على المصاحف فقرءوها، وأخرجوا زكاة أموالهم تقويةً للضعيف والمسكين على صيام رمضان”.
وقد قال سلمة بن كهيل : كان يقال شهر شعبان شهر القراء، وقال أبو بكر البلخي “شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع”.
وأضاف البلخي :” مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس في رجب ، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان”.