كشف رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك” الصحافي الأميركي جيفري جولدبيرج عن رسائل سرية وصلت إليه عن طريق الخطأ عبر تطبيق “سيجنال” من وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث، تتضمن تفاصيل دقيقة حول خطط عسكرية أميركية لشن ضربات ضد أهداف حوثية، وذلك قبل ساعتين من تنفيذ الهجمات.
وكانت الرسائل التي تم تسريبها تحتوي على معلومات استخباراتية حيوية، حيث بدأ مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، مايكل والتز، بإرسال تفاصيل حول العملية العسكرية المرتقبة. فقد تضمنت رسالة من والتز وصفاً دقيقاً لموقع الهجوم، والذي يبدو أنه في صنعاء، حيث أشار إلى انهيار مبنى والتحقق من هوية عدة أشخاص في المكان. وقال في رسالته: “نائب الرئيس. انهار المبنى. تم التحقق من هوية عدة أشخاص”.
بعد هذه الرسالة، بعث نائب الرئيس جي دي فانس باستفسار سريع قائلاً: “ماذا؟”، ليرد والتز بعدها برسالة أخرى يوضح فيها تفاصيل أكثر، مشيرًا إلى أن الهدف الأول للعملية كان قائدًا حوثيًا لإطلاق الصواريخ، والذي تأكدت هويته أثناء دخوله إلى مبنى صديقته، وأكد أن المبنى قد انهار الآن.
الرد لم يتأخر، حيث جاء من فانس بعد دقيقة واحدة، ليقول: “ممتاز”. بعد مرور 35 دقيقة أخرى، بعث جون راتكليف، مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، برسالة قصيرة تؤكد بداية النجاح في العملية، حيث كتب: “بداية موفقة”. وبدوره، أرسل والتز رمزًا تعبيريًا يشير إلى قبضة يد، ثم رمزًا للعلم الأميركي، وأخيرًا رمزًا تعبيريًا للنار، مما يبرز التأكيد على سير العملية كما كان مخططًا لها.
تسريب هذه الرسائل عبر تطبيق “سيجنال” يعكس حجم السرية التي تحيط بتلك العمليات العسكرية، ويكشف عن التنسيق الدقيق بين كبار المسؤولين الأميركيين في إطار تنفيذ الخطط العسكرية الحساسة، رغم أن الوصول إليها تم عن طريق الخطأ.