تناولت أبرز الصحف العالمية آخر مستجدات الأوضاع في مضيق تايوان، بعدما أرسلت الولايات المتحدة سفنا عسكرية للمنطقة في عملية ”إبحار روتيني“ اعتبرتها الصين ”استفزازية“ وتوعدت بالرد.
واعتبرت صحف أن ليبيا باتت على حافة حرب أهلية ومستقبل سياسي غامض، وذلك على خلفية الاشتباكات الدامية التي شهدتها طرابلس أخيرا، رغم تعزيز الدبيبة لمكانته.
تحد أمريكي
ذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن الولايات المتحدة أقدمت على ”تحدي“ الصين عندما أرسلت يوم الأحد، سفينتين حربيتين لتبحرا في مضيق تايوان للمرة الأولى منذ أن بدأت الصين مناورات عسكرية مكثفة ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، مطلع الشهر الجاري.
وفي تحد واضح للصين، نقلت الصحيفة عن بيان للبحرية الأمريكية، إن ”طرادات الصواريخ الموجهة قامت بعبور روتيني عبر مضيق تايوان“.
وحذرت الصين الولايات المتحدة من إبحار السفن الحربية في مضيق تايوان، وقالت إنها ”سترد على تهديد سيادتها“.
وقال الجيش الصيني إنه راقب مرور السفن، وإنه في حالة تأهب قصوى ومستعد لـ“إحباط أي استفزاز أمريكي“.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن محللين قولهم، إن ”التدريبات الصينية المكثفة بالذخيرة الحية التي أعقبت زيارة بيلوسي، تعني أن الصين ستواصل على الأرجح الاعتماد على التدريبات العسكرية ردًّا على الاستفزازات بالمنطقة“.
وقال خبير في الشؤون الصينية فيليب سي سوندرز، للصحيفة ”إذا فعلت الولايات المتحدة أو تايوان شيئًا غير مريح للصينيين، فمن المحتمل أن يقوموا بأنشطة عسكرية مماثلة، ليس بإطلاق صواريخ، ولكن بتدريبات بحرية وجوية مكثفة ربما تكون أكثر خطورة“.
وانتقدت صحيفة ”غلوبال تايمز“ الصينية التحركات الأمريكية، لكنها أشارت إلى أن الطرادات الأمريكية القديمة، من طراز ”تيكونديروغا“، التي أرسلتها واشنطن لا يمكنها ردع الجيش الصيني.
وأوضحت الصحيفة الصينية – الناطقة بالإنجليزية – أنه في حالة حدوث حرب لإعادة توحيد تايوان بـ“القوة“، لا تستطيع السفن الحربية الأمريكية مواجهة مثيلتها الصينية في المضيق والتي ستلحق بها ضررا لا يمكنها تحمله.
ونقلت الصحيفة عن خبير عسكري قوله ”يظهر إرسال الولايات المتحدة للسفن الحربية، مدى خوف واشنطن من جيش التحرير الشعبي.. لا يمكن للولايات المتحدة إرهاب الصين، لكنها تبعث برسالة دعم لسلطات تايوان التي تعلق آمالا كبيرة على واشنطن بتوفير الحماية لها“.
وقالت الصحيفة ”من خلال القيام بمثل هذا الاستفزاز، تثبت الولايات المتحدة أنها القوة الخارجية الأكبر والأكثر عدائية التي تنوي إحباط عملية إعادة توحيد الصين.. الولايات المتحدة لا تريد أن ترى الصين متحدة“.
ونقلت الصحيفة عن خبير في الشأن الأمريكي، قوله ”إرسال السفن الحربية باتباع قواعد المرور البريء، مجرد عرض لا طائل من ورائه إلا الاستفزاز خاصة بعد أن قطعت بكين بعضا من خطوط الاتصال مع واشنطن“.
سلطة الدبيبة تتعزز ولكن
اعتبرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن ليبيا على وشك الدخول في حقبة جديدة من الحرب، وذلك على خلفية اشتباكات طرابلس، والتي أسفرت عن مقتل 32 شخصا وإصابة نحو 160 آخرين، وذلك على الرغم من ابتعاد التهديد عن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة.
ووصفت الصحيفة الاشتباكات بأعنف قتال يشهده البلد الذي مزقته الحرب منذ أكثر من عامين، حيث تتنافس الفصائل السياسية المتنافسة للسيطرة على الدولة الغنية بالنفط.
وكانت الاشتباكات، التي خفت حدتها صباح يوم الأحد، اندلعت بين جماعات مسلحة موالية لرئيس ”حكومة الوحدة الوطنية“ المنتهية ولايته عبد الحميد دبيبة، ومقرها طرابلس، وميليشيات أخرى موالية لرئيس ”حكومة الاستقرار الوطني“ المكلف من قبل مجلس النواب فتحي باشاغا.
وأوضحت الصحيفة أن ”ليبيا تشهد أعمال عنف منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بالزعيم الليبي معمر القذافي، حيث لا تزال البلاد منقسمة بين فصائل في الشرق والغرب“.
وأشارت الصحيفة إلى أن ”المخاوف من تجدد الصراع قد تجددت في شباط/فبراير الماضي، عندما عين بعض أعضاء برلمان البلاد في الشرق وزير الداخلية السابق باشاغا، رئيسا للوزراء ليحل محل الدبيبة“.
وقالت الصحيفة ”يرفض الدبيبة، قرار مجلس النواب، حيث قدم نفسه كمرشح للانتخابات التي كانت مقررة العام الماضي، حيث دعا لإجراء انتخابات عامة في ليبيا“.
ونقلت الصحيفة عن خبراء في الشأن الليبي قولهم، إنه ”مع زوال التهديد المباشر لمنافسه، سيحاول الدبيبة، تعزيز سلطته على الرغم من أنه يواجه تحديات هائلة، بما في ذلك الميليشيات المتنافسة المتمركزة خارج غرب ليبيا وعلى مشارف طرابلس“.
وقال محلل شؤون ليبيا في ”المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية“ ولفرام لاتشر، للصحيفة ”حتى لو أراد الدبيبة، تنظيم انتخابات، فلن يكون لديه الوسائل لتكوين إطار تشريعي ضروري“، مشيرا إلى أن ”إحجام الحكومات الغربية عن رفض كل من الدبيبة وباشاغا يظهر تضاربًا في مستقبل البلاد السياسي“.
وأشارت الصحيفة إلى أن ”بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لم تنجح خلال العامين الماضيين في إقناع مجلس النواب الليبي في شرق البلاد، والمجلس الأعلى للدولة في طرابلس، بالاتفاق على إطار قانوني للانتخابات“.
نهاية الحرب
تساءلت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية حول ما إذا كانت حرب الاستنزاف بين روسيا وأوكرانيا ستنتهي قريبا، معتبرة أن ”الصراعات لا تنتهي بالضرورة بهزيمة أحد الجانبين عسكريًّا“.
وقالت المجلة، إنه ”بعد 6 أشهر من القتال في أوكرانيا، أصبحت حرب الاستنزاف بين الجانبين واضحة، إذ اعترف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن القوات الروسية تحتل نحو 20% من أوكرانيا“.
وذكرت أنه ”في حين أن القوات الأوكرانية قد تمنع الروس من تحقيق المزيد من التقدم، لكنها غير قادرة على دفعهم عبر الحدود إلى روسيا أيضًا.. لكن، لا يبدو أن أيًّا من الجانبين مستعد لوقف إطلاق النار، وبالتالي ستستمر الحرب ربما لأشهر أو حتى أعوام“.
وتحت عنوان ”الحروب ستنتهي في نهاية المطاف“، قالت المجلة إنه من المحتمل أن ”تنجح موسكو بطريقة ما في تغيير الأمور وتحقيق هدفها الأصلي المتمثل في إجبار حكومة زيلينسكي، على الاستسلام.. على الجانب الآخر، قد تدفع القوات الأوكرانية المدعومة من الغرب، الروس إلى الخروج من معظم الأراضي التي استولوا عليها“.
وتابعت ”هناك طرق أخرى يمكن أن تنتهي بها حروب الاستنزاف، مثل الانهيار الداخلي بسبب مقتضيات الحرب، أو عدم قدرة أي من الطرفين على الانتصار بسبب التكاليف الباهظة للحرب“.
وتساءلت المجلة ”كيف يمكن أن تستمر حرب استنزاف بين روسيا وأوكرانيا؟.. ما هي نقاط القوة والضعف لدى كل طرف في صراع طويل الأمد“.
وقالت ”كما رأينا، أظهر الأوكرانيون استعدادا للقتال بعناد دفاعًا عن وطنهم، إذ استفادت القوات الأوكرانية من المساعدات العسكرية الغربية التي مكنتها من تقييد القوات الروسية وتعطيل تقدمها“.
وأضافت ”في المقابل، لا تزال روسيا تمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة.. كما إنه من غير المحتمل أن تتم الإطاحة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذ لا يزال الكثير من الجمهور الروسي يدعمه ويؤيد حرب أوكرانيا“.
وتابعت ”كلما طال أمد الحرب، قد يواجه بوتين، خيارًا صعبًا بين الشروع في تعبئة واسعة، أو اختيار عدم القيام بذلك؛ ما يجعله غير قادر على شن حرب شاملة“.
وأوضحت المجلة أنه بالنسبة لأوكرانيا، فإن ”أكبر علامة استفهام هي استمرار الدعم الغربي، وإلى متى؟ بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة جراء العقوبات ووقف إمدادات الغاز الروسية“.