سلطت أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الخميس، الضوء على رسالة شديدة اللهجة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يتحدى من خلالها الغرب بقوله إن بلاده ”لم تخسر شيئا في الحرب الأوكرانية“، متجاهلا خسائر الجيش الروسي، فضلا عن تراجع الاقتصاد.
وسلطت صحف الضوء على المكاسب الصينية في حال توقيع صفقة نووية جديدة بين إيران والدول الغربية.
وفي الشرق الأوسط، حذرت صحف من أن ارتفاع درجات الحرارة يهدد حياة أكثر من 400 مليون شخص في المنطقة.
تحدي بوتين
سلطت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية الضوء على ما وصفته بـ“تحد كبير“ عندما أعلن الرئيس الروسي، أن بلاده ”لم تخسر شيئا من حرب أوكرانيا، بل إنها تحقق عدة مكاسب، رغم ”الضربات الشديدة“ التي تعرض لها اقتصاده وجيشه، بحسب وصف الصحيفة.
ووفقا للصحيفة، أدلى بوتين، يوم الأربعاء، بتصريح هجومي، حيث قال إن ”روسيا لم تتكبد أي خسائر، بل إنها تستفيد أيضًا من إعادة ترتيب العالم“.
وقالت الصحيفة: ”لم يكن لدى بوتين ما يقوله عن الخسائر الساحقة التي تكبدها جيشه بعد قرابة 7 أشهر من القتال في أوكرانيا، زاعما أن العملية العسكرية رفعت مكانة موسكو الدولية، ووفرت لها فرصة لتطهير روسيا من العناصر الضارة في الداخل“.
ورأت الصحيفة أن ”بوتين كان متناقضا بشدة مع الانكماش الكبير الذي ضرب الاقتصاد الروسي ومع 80 ألف جندي روسي قتلوا وجرحوا في ساحات القتال، وفق التقديرات الغربية“.
وقالت الصحيفة إن بوتين كان رافضًا في حديثه للمحاولات الغربية لعزل روسيا عن العالم، وإنه اغتنم الفرصة ليعلن أنه سيلتقي مع الزعيم الصيني شي جين بينغ، الأسبوع المقبل.. قائلا: ”بغض النظر عن مدى رغبة شخص ما في عزل روسيا، فمن المستحيل القيام بذلك“.
وأشارت الصحيفة إلى أن ”قطع العلاقات الاقتصادية مع الغرب بعد غزوها لأوكرانيا دفع روسيا إلى إعادة توجيه سريع لاقتصادها نحو آسيا، وبخاصة الصين وإيران والهند ودول أخرى، ما يجعل الاجتماع مع شي، مهمًا بشكل خاص“.
وأوضحت: ”في حين أن بكين لم تؤيد الغزو الروسي بشكل صريح، إلا أنها زودت موسكو بالدعم الاقتصادي كمشتر لصادرات الطاقة التي يتم تجنبها الآن في الغرب، إضافة لمعاملات تجارية واسعة“.
وأضافت الصحيفة أن ”تصريحات بوتين جاءت في الوقت الذي تواجه فيه قواته وضعا صعبا على الخطوط الأمامية في أوكرانيا“.
الصين والنووي الإيراني
ذكرت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية أن الاتفاق النووي الإيراني قد يطلق العنان للنشاط الصيني بشكل واسع وتعميق نفوذها في جميع المنطقة، بالإضافة إلى تعقيد الأهداف الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ.
وقالت المجلة: ”يزعم مؤيدو صفقة إيران الجديدة أنها ستضع برنامج طهران النووي قيد السيطرة حتى تتمكن واشنطن وحلفاؤها أخيرًا من التركيز على مواجهة عدوانية بكين المتزايدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.. لكن الصفقة ستقوي في المقابل سيطرة إيران وسيكون لها تأثير معاكس“.
وأضافت: ”تركت أعوام من العقوبات الدولية إيران معزولة دبلوماسيا واقتصاديا، مع سعي طهران للحصول على دعم أكبر من الأنظمة الاستبدادية الأخرى.. ويمتد ذلك إلى شراكتها مع الصين، التي أصبحت في الأعوام الأخيرة الشريك التجاري الأول لإيران، ووجهة رائدة لصادرات الطاقة، ومستثمرا رئيسيا في الصناعة الإيرانية“.
وتابعت: ”في حين أن التعاون العسكري الصيني الإيراني انحسر في الثمانينيات والتسعينيات، ينخرط البلدان في تبادلات عسكرية دورية وتدريبات مشتركة، وتدعم الصين برامج الصواريخ الباليستية والصاروخية الإيرانية، وتزودها بالتكنولوجيا اللازمة التي ظهرت في الضربات الإيرانية ضد القوات الأمريكية في العراق في العام 2020“.
ورأت المجلة أن الاقتصاد وتوسيع النفوذ هما الدافع الأساسي وراء الشراكة الصينية الإيرانية، وقالت إن ”سخاء بكين المفرط قد وفر لطهران شريان حياة اقتصاديًا، بالإضافة إلى التمويل لأنشطتها المزعزعة للاستقرار“.
وأوضحت أنه على مر السنين، قامت الصين أيضًا باستثمارات ”ذات توقيت استراتيجي“ في الصناعات الإيرانية المهمة، مثل التعدين والنقل، حيث تهدف هذه التحركات لمساعدة بكين على تأمين وصول غير مقيد إلى احتياطيات الغاز الطبيعي والنفط الإيرانية لتلبية طلباتها المتزايدة على الطاقة.
وأضافت: ”تدرك الصين قيمة القرب الجغرافي لإيران من طرق الشحن التجارية الرئيسية، التي تأمل أن يتم تسخيرها يومًا ما لإحياء مبادرة (الحزام والطريق) المتعثرة، لكن الصين ترى أن إيران رهان محفوف بالمخاطر“.
في المقابل، قالت المجلة إن حسابات الصين بشأن إيران ستتغير إذا دخلت صفقة نووية جديدة حيز التنفيذ، مشيرة إلى أنه بعيدًا عن التهديد بالعقوبات، من شبه المؤكد أن تكثف الصين استثماراتها في إيران، مما يعمق ليس فقط نفوذها في المنطقة.
وتابعت: ”ستعتمد طهران أيضًا على بكين لتحديث بنية الاتصالات السلكية واللاسلكية، بما في ذلك طلب المساعدة في تثبيت نفس تكنولوجيا مراقبة الذكاء الاصطناعي التي صدرتها الصين إلى أنظمة استبدادية أخرى. وستكون النتيجة المزيد من الرقابة والقمع السياسي لملايين الإيرانيين“.
واختتمت المجلة: ”ما يثير القلق، أن إيران ستجني مكاسب مالية طائلة إذا تم التوقيع على صفقة نووية جديدة، حيث من المتوقع أن تحصل طهران على 275 مليار دولار من الاحتياطيات المجمدة خلال السنة الأولى للاتفاق“.
ارتفاع الحرارة يهدد المنطقة
نشرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية نتائج دراسة حديثة خلصت إلى أن درجات الحرارة في شرق البحر المتوسط ترتفع بواقع الضعف أسرع من بقية العالم تقريبا، محذرة من عواقب بعيدة المدى على صحة ورفاهية ما يقرب من 400 مليون شخص.
وقالت الدراسة إنه من المتوقع أن ترتفع درجة حرارة المناخ في دول مثل مصر واليونان والسعودية بنحو 5 درجات مئوية بحلول نهاية القرن الجاري، مشيرة إلى أن ”الزيادة السريعة هذه ستؤدي لموجات حرارة أطول وجفاف أكثر حدة، وعواصف رملية متكررة من شواطئ لبنان إلى صحارى إيران“.
ونقلت الصحيفة عن الدراسة، أن ”التغييرات ستؤثر أيضًا على الغطاء النباتي وموارد المياه العذبة، مما يزيد من خطر نشوب صراع مسلح“.
وألقى القائمون على الدراسة باللوم على تنامي الانبعاثات الدفيئة التي تسببت في ارتفاع درجات الحرارة، قائلين إن ”المناظر الطبيعية القاحلة في المنطقة وانخفاض مستويات المياه تجعلها أكثر عرضة لتغير المناخ“.
ونقلت الصحيفة عن جورجوس زيتيس، أحد مؤلفي الدراسة، قوله إن ”الشرق الأوسط أصبح الباعث المهيمن لغازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم، متجاوزًا كلا من الاتحاد الأوروبي والهند“.
وأضاف زيتيس: ”نشهد اتجاهًا هبوطيًا للانبعاثات في الاتحاد الأوروبي، لكن هذا ليس هو الحال بالنسبة للشرق الأوسط.. معظم دول المنطقة ملتزمة باتفاقية باريس للمناخ، التي تهدف للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية“.
ووفقا للصحيفة، يشدد التقرير على الحاجة الملحة إلى ”التخلص من الكربون“ من قطاعي الطاقة والنقل في الشرق الأوسط مع زيادة استخدام الطاقة المتجددة على نطاق واسع.
وقال زيتيس إن ”الانتقال لن يكون سهلا وإن الجفاف المتعدد الأعوام والتنافس على الموارد سيؤديان إلى نشوب صراعات“.