تصدر إعلان الحكومة البريطانية الجديدة عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الأربعاء، وسط تقارير تتحدث عن شغل الحلفاء والموالين لرئيسة الوزراء، ليز تراس، أكبر المناصب في وقت تشهد فيه البلاد أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود.
وتناولت الصحف تقارير أخرى تتحدث عن ”مخاوف إسرائيلية“ تجاه التهديدات التركية المتزايدة لليونان وسوريا، ما يهدد استقرار المنطقة وشرق البحر المتوسط. يأتي ذلك فيما قالت الصحف إن أوكرانيا حققت تقدما كبيرا في هجومها المضاد ضد روسيا في جنوب البلاد.
بريطانيا.. و ”حكومة الحلفاء“
سلطت صحيفة ”الغارديان“ الضوء على ما وصفته بـ“حكومة الحلفاء والموالين“ التي أعلنتها رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، ليز تراس، والتي تعهدت من خلالها بمعالجة أزمة الطاقة بشكل عاجل في غضون أيام.
وقالت الصحيفة البريطانية إن تراس أصرت على أن المملكة المتحدة ”ستنجو من عاصفة“ أسوأ أزمة تكلفة معيشية في جيل كامل عندما بدأت رئاستها للوزراء ”بعد تصفية وزارية قاسية“.
وذكرت الصحيفة أنه من المتوقع أن تعلن تراس عن خطط لتجميد فواتير الطاقة بنحو 2500 جنيه إسترليني سنويا حتى عام 2024 في أول مهمة أساسية بعد رئاستها للوزراء، مشيرة إلى أنه من غير المرجح أن تسترد التكلفة من خلال فواتير العملاء المستقبلية، تاركة دافع الضرائب لاستلامها بدلا من ذلك.
وأضافت أنه في غضون لحظات من توليها المنصب، كانت تراس تضع اللمسات الأخيرة على حكومتها التي شهدت تعيين حليفها المقرب، كواسي كوارتنغ، مستشارا لها، وسويلا برافرمان، التي وقفت ضدها في مسابقة القيادة، وزيرة للداخلية خلفا لبريتي باتيل، بالإضافة إلى ترقية جيمس كليفرلي إلى منصب وزير الخارجية.
وتابعت الصحيفة أن الحكومة الجديدة شهدت أيضا تعيين تيريز كوفي، وهي أقرب حليف سياسي لتراس، كنائبة لها خلفا لدومينيك راب الذي وصف خطط تراس الضريبية بأنها ”مذكرة انتحار انتخابية“، بالإضافة إلى تولي منصب وزيرة الصحة.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن التعيينات الحكومية الجديدة تعني أنه للمرة الأولى في التاريخ لا يشغل الرجال البيض أيًّا من المناصب الكبرى للدولة.
وقالت الصحيفة ”رفضت تراس الدعوات إلى تشكيل حكومة وحدة لتوحيد حزب المحافظين بعد منافسة القيادة المؤلمة من خلال إقالة جميع المؤيدين الرئيسين على مستوى مجلس الوزراء لمنافسها القيادي، ريشي سوناك. وبدلا من ذلك، عينت موالين من بينهم بن والاس، الذي ظل في منصب وزير الدفاع.“
وأضافت ”تواجه تراس الآن المهمة الصعبة المتمثلة في الفوز على نواب حزب المحافظين المحبطين، الذين ستعتمد عليهم للحصول على حزمة الطاقة الخاصة بها من خلال مجلس العموم.“
وتابعت ”أكدت مصادر محافظة أنه يمكن وضع حد أقصى لأسعار الغاز بالجملة، ما يعني أن خطة تراس ستساعد أيضًا آلاف الشركات الصغيرة التي تتأرجح على شفا الانهيار.“
خطط ليست موضع ترحيب
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ أن نقابات العمال حذرت من نية تراس تقاسم تكلفة تخفيف فواتير الطاقة، مشددة أنه يجب ألا تقع التكاليف الضخمة طويلة الأجل لإجراءات معالجة أزمة الطاقة في البلاد على عاتق العمال ذوي الأجور المنخفضة.
ونقلت الصحيفة عن فرانسيس أوغرادي، رئيسة ”النقابات العمالية البريطانية“، وهي الحركة الرئيسة في البلاد للعمالة المنظمة، قولها إن خطط تراس للحد من فواتير الطاقة المحلية والشركات لن تكون موضع ترحيب إلا إذا تم تقاسم التكاليف بشكل عادل.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن تعليقات أوغرادي تأتي بعدما انتهت تراس من حزمة قد تكلف أكثر من 100 مليار جنيه إسترليني لحماية الأسر والشركات من ارتفاع أسعار الطاقة.
وقالت الصحيفة ”تريد النقابات العمالية أن توسع الحكومة الضرائب غير المتوقعة على شركات النفط والغاز والمضي قدمًا في زيادة الضرائب على الشركات والأثرياء.“
وأضافت ”تخشى النقابات أن تؤدي خطط تراس لتمويل حزمة الطاقة من خلال الاقتراض العام مع الدفع أيضًا من خلال تخفيضات ضريبية كبيرة وغير ممولة إلى تفاقم الضغط الطويل على الأجور في القطاع العام.“
وقال أوغرادي للصحيفة ”إنني قلقة للغاية من أن هذه عودة إلى إلغاء ضرائب منخفضة، وإلغاء قيود الدولة الصغيرة التي ستجعلنا محاصرين في عاصفة أخرى من التخفيضات التقشفية في الخدمات العامة التي نعتمد عليها جميعًا.“
أرباح ”حرب الطاقة“
من جهة أخرى، نقلت صحيفة ”التايمز“ البريطانية عن باحثين قولهم إن روسيا حققت أرباحا كبيرة وربما غير مسبوقة جراء ”حرب الطاقة“ التي يشنها الرئيس فلاديمير بوتين، حاليا على الغرب لتغطية تكلفة غزو أوكرانيا.
ووفقا للصحيفة، قال مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف الفنلندي (كريا) إن الكرملين تحصَّل على نحو 162 مليار دولار من مبيعات النفط والغاز والفحم منذ بدء الحرب في أوكرانيا قبل ستة أشهر. وأضاف المركز أن موسكو أنفقت نحو 99 مليار دولار على الحرب.
وأشارت الصحيفة في هذا الشأن إلى أن الرقم الدقيق غير معلوم حتى الآن لأنه يعد سرا من أسرار الدولة (روسيا)، موضحة أن ارتفاع أسعار الطاقة كان يعني أن الكرملين كان قادرًا على تضخيم خزائن آلته الحربية حتى في الوقت الذي خفض فيه شحنات الغاز إلى أوروبا ردًّا على العقوبات المفروضة عليه.
وقالت الصحيفة البريطانية ”خفضت روسيا صادرات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 75%، في محاولة لابتزاز أوروبا. ومع ذلك، فإن الزيادات في أسعار الغاز تعني أن الاتحاد الأوروبي يدفع لروسيا الكثير مقابل الغاز كما كان قبل عام.“
وأضافت ”دفع الاتحاد الأوروبي لموسكو نحو 86 مليار دولار مقابل شحنات الغاز والنفط منذ بداية الحرب، إذ أنفقت ألمانيا وحدها أكثر من 18 مليار دولار. تلقت روسيا 35.5 مليار دولار أخرى من الصين – التي قدمت دعمًا فاترًا للغزو – خلال الفترة ذاتها“.
ميدانيا، نقلت مجلة ”نيوزويك“ الأمريكية عن الجيش الأوكراني زعمه أن قواته تواصل تحرير القرى وأنها نجحت في إخراج الروس بينما تواصل الهجوم المضاد على القوات الروسية في جنوب البلاد.
ووفقا للمجلة الأمريكية، ذكرت ناتاليا هومينيوك، المتحدثة باسم القيادة الجنوبية لأوكرانيا، ما وصفته بأنه ”انتصارات مبكرة“ في جهود الجيش لاستعادة الأجزاء الجنوبية من البلاد التي استولت عليها روسيا. وكان الهجوم المضاد الأوكراني، والذي انطلق الأسبوع الماضي، ركز على مدينة خيرسون والبلديات المحيطة بها في منطقتها الإدارية.
ونقلت ”نيوزويك“ عن هومينيوك قولها إن القوات الأوكرانية استعادت العديد من ”المستوطنات“ في منطقة خيرسون، قائلة إن الجيش يقوم بإزالة الألغام من هذه المناطق، وإن هناك تفاصيل إضافية قادمة.
وأضافت هومينيوك ”الوضع في الجنوب صعب، لكن قواتنا تسيطر. نواصل معارك التمركز، ونعزز ونحسن موقعنا على طول خط الجبهة. نواصل اتخاذ الإجراءات لتدمير قوات العدو وقدراته، ولا سيما اللوجستية.“
وقالت المجلة الأمريكية إنه من المتوقع أن تلعب السيطرة على مدينة خيرسون والمنطقة المحيطة بها دورًا رئيسًا في تجاه الحرب، إذ تأمل أوكرانيا في أن استعادة المنطقة ستمنحها موطئ قدم في الأرض التي شهدت تقدمًا روسيًّا في الأيام الأولى من الغزو.