في مدينة الرشيدية، مشهد لا يغيب عن الأعين، أطفال وكبار يمدون أيديهم طلباً للمساعدة. ظاهرة التسول، التي برزت في الأونة الأخيرة بشكل لافت، أصبحت موضوع نقاش بين المواطنين في “حديث الرصيف”، حيث تلتقط جريدتنا النبض الشعبي عبر “ميكروطروطوار” لتضع الإصبع على الجرح.
حمّل الكثير من المواطنين الذين التقينا بهم العائلة جزءاً من المسؤولية؛ فالطفل المتسول، غالباً ما يكون ضحية لظروف أسرية قاسية، يُفرض عليه جمع المال عبر التسول وإلا فهو ممنوع من العودة إلى منزله لينام في أمان. ولا يخفى على أحد أن بعض الآباء يستغلون أبناءهم في هذه المهنة المظلمة، لتصبح وسيلة للعيش بدلاً عن سعيهم لتعليمهم وتحصينهم لمستقبل أفضل.
من ناحية أخرى، يلتمس فريق آخر من المستجوبين تدخل الدولة، مؤكدين على ضرورة توفير مراكز اجتماعية ومؤسسات رعاية تأخذ بيد هؤلاء المحتاجين، وخاصة الأطفال الذين يخوضون يومهم في شوارع المدينة بدلاً من قاعات الدراسة.
لكن، وعلى الرغم من هذه الأصوات المتعاطفة، هناك إجماع على أن الكثير من المتسولين يتبنون هذا السلوك كمهنة يومية سهلة، ويستغلونها لاحتيال على المارة بهدف الحصول على المال دون عرق جبين.
المغزى من “حديث الرصيف” ليس فقط لفت الانتباه لظاهرة في تفاقم، بل أيضاً لدق ناقوس الخطر حول أسباب استشراء هذه المشكلة في مجتمعنا وكيفية معالجتها. ما تظهره هذه الآراء بوضوح هو أن الحلول يجب أن تكون شاملة ومتعددة الأبعاد: من تثقيف الأسر وتأمين مستقبل الأطفال، إلى برامج حكومية متكاملة للحد من البطالة وتعزيز الأمان الاجتماعي.
يُذكر أن هذه المقالة ترصد وجهات نظر الناس وتعكس تجربتهم الحياتية، وتقدم لمحة عن المعاناة والتحديات التي تواجه بعض فئات المجتمع، بينما تدعو في ذات الوقت لحوار أوسع ولتحركات عملية تستجيب لهذا التحدي المجتمعي الراهن.