الحدث بريس: وكالات
كشفت تحاليل طبية إيرانية إصابة كل من نائب وزير الصحة الإيراني وأحد أعضاء البرلمان بفيروس كورونا الجديد، بينما تكافح السلطات في إيران لاحتواء تفشي الفيروس الذي أودى بحياة 15 شخصا في البلاد حتى الآن.
وتعد إيران واحدة من ثلاث مناطق ساخنة خارج الصين تسببت في نشر مخاوف من احتمال تحول الفيروس إلى وباء.
وكان نائب وزير الصحة الإيراني إيراج حريرجي قد نفى يوم الاثنين أن تكون بلادة متسترة على مدى تفشي المرض البلاد. وقد بدا على نائب الوزير الإعياء وهو يتحدث إلى الصحفيين.
وأشارت تقارير وردت الثلاثاء أن التحاليل التي أجريت للنائب البرلماني عن العاصمة طهران، محمود صادقي، أكدت إصابته بالفيروس.
وأعلنت إيران عن 95 حالة إصابة بالفيروس، لكن يعتقد أن العدد الفعلي أعلى بكثير.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن الزيادة المفاجئة في حالات الإصابة في إيران “تبعث على القلق العميق”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو الثلاثاء إن واشنطن تشعر بالقلق من أن إيران قد تخفي “تفاصيل حيوية” عن تفشي المرض، وحث جميع الدول على “الإعلان عن المعلومات الحقيقة بشأن فيروس كورونا”.
وقد مات الكثير من الناس جراء الإصابة بالفيروس في إيران أكثر من أي مكان آخر خارج الصين. وتربط البلدين روابط تجارية قوية.
وتأتي في دائرة الضوء بعد إيران كل من كوريا الجنوبية وإيطاليا، حيث ارتفع عدد حالات الإصابة في البلدين في الأيام الأخيرة.
وبلغ عدد المصابين بالفيروس الذي يصيب الجهاز التنفسي أكثر من 80 ألف حالة إصابة في جميع أنحاء العالم منذ ظهوره في أواخر العام الماضي في مدينة ووهان الصينية.
وتوفي جراء الإصابة بالمرض حوالي 2700 مريض، غالبيتهم العظمى في الصين.
لكن الوضع في إيران، وخصوصا في المزارات المقدسة التي تجتذب الملايين من الزوار كل عام ، قد تسبب في قلق كبير بشأن احتمالية انتشار الفيروس على نطاق واسع في منطقة الشرق الأوسط.
ماذا حدث لنائب وزير الصحة؟
اعترف إيراج حريرجي في شريط فيديو نشره الثلاثاء، إصابته بفايروس كورونا Covid-19.
وقال “اصبت بالحمى الليلة الماضية وأثبتت التحاليل الأولية التي أجريتها منصف الليل تقريبا، إصابتي بالفيروس”.
“لقد عزلت نفسي في مكان ما … والآن أنا أبدا العلاج”.
وأضاف نائب الوزير “سننتصر على هذا الفيروس بكل تأكيد في الأسابيع القليلة المقبلة”.
وقد أعلن عن إصابة حريرجي بفيروس كورونا الجديد بعد يوم من مشاركته في مؤتمر صحفي، حيث كان يسعل أحيانًا فيما كان يتصبب عرقا”.
ونفى نائب الوزير، خلال البيان، ما ادعاه أحد أعضاء البرلمان عن مدينة قم، بأن السلطات متورطة في عملية تستر على تفشي الفيروس.
وزعم النائب، أحمد عميربادي فرحاني، أن الفيروس “كوفيد 19” وصل إلى قم قبل ثلاثة أسابيع وبلغ عدد من ماتوا جراء الإصابة به 50 شخصا في المدينة وحدها.
ورفض حريرجي الأعداد التي ذكرها النائب ،وتعهد بالاستقالة إذا ثبت وفاة حتى نصف هذا العدد.
ورفض فرحاني في وقت لاحق التراجع عن ادعائه، قائلا أنه أرسل قائمة من 40 شخصا، توفوا كلهم، إلى الوزير وأنه ينتظر استقالته.
وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، الثلاثاء، إنه طلب من المدعي العام “التحقق من صحة” ادعاء النائب.
وحذر من أن “نشر أخبار وهمية وإخفاء الحقيقة يزعزعان الأمن القومي ويضران برأس المال الاجتماعي”.
هل يمكن أن ينتقل الفيروس إلى الشرق الأوسط؟
يُعتقد أن إيران كانت مصدر الحالات الأولى التي أبلغت عنها أفغانستان المجاورة والبحرين والعراق والكويت وعمان، وقد فرضت كل هذه الدول قيودا على السفر من وإلى إيران.
ومع ذلك، فهناك مخاوف من أن العديد من الحجاج الشيعة والعمال المهاجرين الذين سافروا بين إيران وأجزاء أخرى من المنطقة في الأسابيع الأخيرة قد ساهموا بالفعل في نشر الفيروس.
وقد أرسلت منظمة الصحة العالمية إمدادات طبية ومعدات اختبار إضافية إلى إيران وتخطط أيضا لإرسال فريق فني.
وأوقف مطار دبي، مركز العبور الدولي الرئيسي وموطن شركات طيران الإمارات والاتحاد، جميع رحلات الركاب والبضائع إلى إيران لمدة أسبوع “كإجراء احترازي”. وقد أبلغت عن 13 حالة، بما في ذلك زوجين إيرانيين.
وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة الصحة في البحرين عن ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة إلى 17 حالة. وقالت إن جميع المصابين قد سافروا من إيران عبر الإمارات العربية المتحدة.