تفاجئ مهنيو النقل العمومي للقرار الصادر عن المجلس الجماعي لمدينة ميدلت، قرار جاء كالصاعقة على رؤوس مهنيي حافلات النقل العمومي. الذي يجبر هؤلاء على عدم إركاب المسافرين خارج مجال المحطة الطرقية لذات المدينة، وليزيد من تعقيد أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، زيادة على ما تخلفه جائحة كوفيد 19 من خسائر مادية لهم كما عبر المهنيون أنفسهم في مقطع فيديو متداول على نطاق واسع.
ويأتي إركاب الساكنة خارج المحطة الطرقية سواء بجانب الطرقات أو قرب منازلهم أو قرب إحدى محطات البنزين التي ألغوا استغلالها لهذا الغرض لعدة اعتبارات، بحسب المهنيين المتضررين. وذلك لما يتعرض له المسافر من صعوبات ومخاطر قد تؤزم أوضاعه المادية والجسدية. وبإضافة مصاريف الطاكسي لبعد المحطة الطرقية عن مساكنهم ومخاطر أخرى خاصة في جنح الظلام ليلا.
وفي اتصال مع عدد من مهنيي حافلات النقل العمومي بمدينة ميدلت. عبروا عن امتعاضهم و استنكارهم للقرار البلدي المجحف الصادر في دورة استثنائية مؤخرا. والذي ضرب عرض الحائط القوانين الجاري بها العمل. وخاصة الظهير الشريف رقم 63 المنظم لحركة السير والجولان والأسفار الذي يرخص لكل حافلة الحق في الوقوف والتوقف في المسار المرخص لها.
وجاء القرار لمنع المهنيين من الدخول إلى محطة البنزين المفضلة لديهم خاصة وأن صاحبها يسهل لهم التزود بالمحروقات بالمعاملات. في وقت يقول أحدهم أن جل المهنيين على ذمتهم قروض تفوق 20 ألف درهم لبعضهم.
تساؤلات المهنيون
المهنيون نبهوا إلى المخاطر التي تعترض المسافرين في جنح الليل (ما بعد الثانية عشرة ليلا)، عندما تساءلوا عن من ينقلهم إلى المحطة الطرقية؟ وهل هناك أمن وأمان لذلك. في الوقت الذي يخرج فيه المسافر وعائلات مع أطفالهم إلى قارعة الطريق القريبة من المسكن ويجدون الحافلة قريبة منهم. ناهيك عن المعاملة الطيبة التي يعاملون بها من طرف المهنيين.
أمام هذا القرار البلدي المفاجئ الذي اعتبر ضربة أخرى للمهنيين في ظل ظرفية كورونا، في وقت لم يتم التحاور أو الإستشارة معهم كما عبر أحدهم للجريدة، فلا يعقل حسب المهنيين أن تمنع حافلات النقل العمومي من إركاب المسافرين وسط المدينة لأنها ضربة حتى للمسافرين أنفسهم الذين تبعد عنهم المحطة الطرقية بعدة كيلومارات.
لهذا طالب المهنيون من السلطات العمومية المختصة التدخل لإرجاع الأمور إلى صوابها، لأن المشكل لايكمن في إركاب المسافرين. بل يكمن في انعدام الحوار وفي رفض مسؤولي البلدية استقبال ممثلي المهنيين قصد التشاور و إبداء الآراء و الحوار، خاصة وأن المحطة الجديدة بنيت في مكان خال ويبعد عن التجمعات السكنية. مازاد من معاناتهم المادية في زمن الجائحة. خاصة أولائك الذين يتنقلون من القرى المجاورة إلى مدينة ميدلت على متن حافلات النقل العمومي من أجل العمل يوميا.