الحدث بريس:و م ع.
وفي واقع الأمر، فإن وكالة الأنباء الجزائرية ذهبت بعيدا في هذيانها وتزييفها للحقائق، بنشرها قصاصة حاولت بشكل يائس إنكار مشاركة السيد امحمد عبا، نائب رئيس جهة العيون-الساقية الحمراء، والسيدة غالا باهية، نائبة رئيس جهة الداخلة واد الذهب.
وحتى لاتجعل نفسها موضع سخرية جراء هذه “الأخبار الزائفة” التي مدها بها مخبروها في الوفد الجزائري، اضطرت وكالة الأنباء الجزائرية الى العودة الى الوثائق الرسمية وإلى أشغال هذه الندوة، بيد أنها اصطدمت بسبعة أدلة دامغة حول مشاركة منتخبين اثنين من الصحراء المغربية في ندوة غرينادا:
-كلا المنتخبين توصلا بالعيون والداخلة، بدعوة رسمية من رئيس اللجنة 24 ،باسم كافة أعضائها، للمشاركة في هذه الندوة.
– مشاركة هذين المنتخبين هي سابقة في تاريخ ندوات اللجنة 24 التي كانت على امتداد أزيد من عقدين ، بمثابة “محمية” للجزائر وللانفصاليين.
– مداخلة السيد امحمد عبا حول قضية الصحراء مدرجة بوضوح في برنامج عمل الندوة. وقد تم اعتماد هذه الوثيقة الرسمية بتوافق بين جميع المشاركين في الجلسة الافتتاحية للندوة.
– تم تعميم نص مداخلة السيد عبا بشأن قضية الصحراء كوثيقة للندوة كما هو الحال بالنسبة لجميع المداخلات حول نفس الموضوع.
-أسماء المنتخبين الاثنين المنحدرين من الاقاليم الجنوبية، السيدة غالا بهية والسيد امحمد عبا مدرجة ضمن القائمة الرسمية للمشاركين في الندوة ، ضمن المحور المتعلق بالصحراء. وهذه القائمة الرسمية التي هي جزء لا يتجزأ من التقرير النهائي للندوة تم اعتمادها بالتوافق في ختام الاجتماع.
– نوه العديد من المشاركين في الندوة بمداخلة السيد عبا وكذا بالطابع الديمقراطي والسلمي والشفاف الذي ميز الانتخابات الجهوية التي جرت في شتنبر 2015 ، بحضور المنتخبين الاثنين الذين فازا في هذه الانتخابات.
– يظهر المسؤولان المنتخبان في الصورة الرسمية لندوة غرينادا بحضور وزير خارجية هذا البلد، السيد بيتر ديفيد.
إن وكالة الأنباء الجزائرية لاتستطيع إنكار هذه الحقائق ولا أن تعيد كتابة وقائع هذه الندوة كما يحلو لها، ناهيك عن استدراك إخفاقات دبلوماسية بلادها. ورغم أنف وكالة الدعاية الجزائرية، فإن مشاركة المنتخبين المنحدرين من الاقاليم الجنوبية وتناولهم الكلمة كممثلين للمنطقة هي أمر واقع وحقيقة موثقة من الآن فصاعدا في سجلات الأمم المتحدة والتقارير الرسمية للجنة 24 التابعة للجنة الرابعة بالجمعية العامة للامم المتحدة.
إن إنكار وكالة الأنباء الجزائرية يعكس حنق الجزائر التي تجرعت نكستين كبيرتين في الأمم المتحدة في أقل من 15 يوما: اعتماد قرار مجلس الأمن 2414، وتأكيد الأمم المتحدة في غرينادا على شرعية تمثيلية المنتخبين من الاقاليم الجنوبية. وفي نفس الوقت، أسقطت ندوة غرينادا كل إدعاء بتمثيلية البوليساريو.
لقد بات من الواضح أن الشرعية الدولية التي اكتسبها، الممثلون المنتحبون بالصحراء المغربية، بعد تلك التي نالوها على المستوى الوطني، لا تروق للدوائر المعروفة داخل النظام الجزائري المحاصر اليوم في خندقه بعد انكشاف التواطؤ الواضح بين حزب الله حليف إيران والبوليساريو، والذي أدانه المنتظم الدولي بشدة.
إن الدبلوماسية الجزائرية، التي ظلت جبيسة رؤية دوغمائية ضيقة تعود الى زمن الحرب الباردة ، ومعها صنيعتها البوليساريو ، تقفان اليوم عاجزتين أمام هذا النصر الذي أحرزته الدبلوماسية المغربية التي دشنت تحت القيادة المستنيرة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، خطوة جديدة في مسار مدروس ومتزن لتعزيز المكاسب التي تحققت على الساحة الدولية فيما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمملكة.