الحدث بريس:يحي خرباش.
مع ظهور فيروس كورونا بالمغرب ،ظهرت عزيمة الدولة بجد لمواجهة هذا الوباء منذ الوهلة الأولى ،واتخذت جميع التدابير اللازمة للحد من انتشار العدوى ،وقد ظن بعض المسؤولين وعلى رأسهم السيد رىيس الحكومة ان الامر بغاية البساطة ومجرد سحابة عابرة فجاءت تصريحاته لوسائل الإعلام مثيرة للشفقة معتقدا انه يقوم بحملة إنتخابية وان دغدغة مشاعر المغاربة سوف تذهب عنهم الخوف والقلق لما يشاهدونه على شاشات العالم ومواقع التواصل الاجتماعي بما يحصده هذا الفيروس الفتاك من ضحايا وجتت هنا وهناك حيث لم تعد أكبر مستشفيات العالم قادرة على تحمل المزيد من المصابين الذين يتزايد عددهم بشكل مذهل وبسرعة البرق .
وامام هذا الوضع الذي حير العالم وكبرى الدول الاقتصادية التي لم تنفع رساميلها الضخمة من مواجهة كارثة القرن ،حيث رفعت بعض الدول الاوروبية الراية البيضاء ووقفت مندهشة من هول الكارثة جاءت متناشلة واخرى تنتظر جرعة هواء او تنفس اصطناعي تبعث فيها روح الحياة .
سارع المغرب الذي ينعم بجغرافيا سياسية مهمة بعد استشعار الخطر إلى غلق جميع ممراته الحدودية ،والاسراع في اتخاذ التدابير اللازمة تحسبا لأي طارىء ،وبالفعل وما هي إلا أيام قليلة حتى تم الاعلان عن كشف اولى الحالات المصابة بهذا الفيروس الذي لا حدود جغرافية له ،فبدا رئيس الحكومة وكانه يعطي دروسا في البلاغة ،بينما يستمر الفيروس في حصد المزيد من الضحايا بدول العالم ،وبما ان الامر أصبح لزاما على اتخاذ تدابير جازمة فإن قرار الملك كان حكيما وحازما.
كلامه لا يستحمل اي تاويل بما ان الوضع قد يخرج عن السيطرة اذا لم يتم التدخل فورا واعلان حالة الطوارئ التي سهرت على تنفيذها الدولة المغربية تحت رعاية ملك البلاد وتعاملت بكل جدية مع الوضع معلنة عن كل الاجراءات والتدابير التي اتخذتها من اجل سلامة المواطن والسهر على تدبير كل ما من شأنه،نحن امام وضع جديد ،ودور الدولة في تدبير الأزمة ابان عن فعاليته ونجاعة تدخلاته ،فها هي السلطات الأمنية تسهر ليلا ونهارا على نجاح تنفيد حالة الطوارئ وتزويد السوق الداخلية بجميع المنتوجات الاستهلاكية والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن ،مع تسجيل بعض التجاوزات طبعا في بعض الحالات التي تم رصدها وتحرير مخالفات في حقها .
عموما ، إن الشعب المغربي قد ابان عن وعي كبير في تقديريه لمخاطر هذا الوباء، وبرهن بان سلامة امنه وسلامة صحته ليست محل مزايدة او متاجرة ،استجابة كبيرة لقرارات الدولة المغربية وانضباط كبير لاوامر جميع السلطات كما ابان عن لحمة شعبها بروح التضامن والتازر جاعلا قوة المغرب مثالا يحتذى به في جميع أنحاء العالم ونسأل الله ان يرفع عنا هذا البلاء ويقينا شر الوباء.