في عالم كرة القدم الحديثة، يعتبر الشاب لامين يامال مثالاً نادراً على الصعود السريع من عالم الهواة إلى النجومية. جناح برشلونة البالغ من العمر 17 عاماً، كشف في مقابلة حصرية مع صحيفة “ليكيب” الفرنسية خلال العطلة الدولية، عن جوانب مثيرة في رحلته الفريدة من أكاديمية لاماسيا إلى الفريق الأول للعملاق الكتالوني، وكيف ساهمت تجربته في الشارع في تشكيل شخصيته وقدراته.
أشار يامال إلى أن ممارسة كرة القدم في الشوارع كانت أساسية في بناء شخصيته الرياضية، حيث ساعدته على تجاوز الخوف والقلق من مواجهة لاعبين أكبر سناً. قال: “اللعب في الشارع أزال خوفي من مواجهة اللاعبين الأكبر سناً. عندما كنت في الـ11 أو الـ12 من عمري، كنت ألعب ضد منافسين أعمارهم 20 عاماً، مما جعلني أكثر شجاعة على أرض الملعب”.
لامين يامال، الذي تألق في بطولة أوروبا 2024 وأصبح أحد أبرز لاعبي برشلونة منذ العام الماضي، أكد أن تجربته في الشارع كانت جزءاً مهماً من تكوينه كلاعب. وقال: “أحب دائماً أن تكون الأمور أكثر صعوبة. إذا كنت أُفضل أن أواجه تحديات صعبة، لأن ذلك يساعدني على التطور والتحسن”.
وفيما يخص الفترة التي قضاها في أكاديمية لاماسيا، أشار يامال إلى أن تجربته في الشارع علمته كيفية التكيف والتأقلم في المواقف المختلفة. وأضاف: “في البداية، شعرت بالحرج من التواجد بجانب نجوم مثل جوردي ألبا وبيكيه، لكن مع الوقت تأقلمت واكتسبت الثقة”.
أكد يامال أن تعليمه في أكاديمية لاماسيا لم يكن مفيداً فقط على مستوى المهارات، بل في تعلم متى يلعب بسرعة ومتى يتريث، وهو ما ساعده في تحقيق النجاح على أرض الملعب.
الفتى الموهوب لم يكن معزولاً عن الضغوطات المرتبطة بالمقارنات مع الأسطورة ليونيل ميسي. ومع ذلك، فإنه يتعامل مع هذه الضغوط بثقة، قائلاً: “المقارنة مع الأفضل في التاريخ تعني أنك على الطريق الصحيح. أركز على تقديم أفضل ما لدي وبناء إرث خاص بي”.
في النهاية، يشير يامال إلى أهمية الشغف والتدريب الدؤوب منذ الصغر، موضحاً كيف كان يحمل الكرة معه دائماً إلى المدرسة ويمارس اللعب في كل فرصة تسنح له، وهو ما يعكس التزامه ورغبته في تحقيق النجاح.
لامين يامال، بتجربته المميزة، لا يعكس فقط طموحات جيل جديد من اللاعبين، بل أيضاً إرثاً يشبه إلى حد ما قصة صعود ليونيل ميسي، مؤكداً أن الشغف والالتزام يمكن أن يحولان الحلم إلى واقع.