أكد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، أن الرؤية الملكية المستنيرة تشكل مصدر إلهام لا ينضب، وإطارا مرجعيا لجميع استراتيجيات الجامعة، سواء من أجل النهوض بكرة القدم الوطنية أو إقامة علاقات تعاون مفيدة مع نظيراتها في القارة السمراء.
وأبرز لقجع، في حديث خص به القناة الاخبارية لوكالة المغرب العربي للأنباء (M24)، أهمية التوجيهات النيرة للملك محمد السادس بالنسبة للجامعة في تنفيذ خططها التنموية ونسجها لعلاقات تنبني على الثقة والتضامن مع نظرائها في القارة.
وشدد على أن جلالة الملك ما فتئ يدعو إلى خارطة طريق عملية من أجل تنمية شاملة للقارة الإفريقية تنبني على منطق التعاون جنوب-جنوب، مشيرا إلى أن هذه الخارطة “تستند على وضع مقومات النجاح الجماعي للقارة الإفريقية”.
وأكد أن “النهوض بكرة القدم، على غرار جميع استراتيجيات التنمية في بلادنا، تعتمد على التوجيهات المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي تحظى ريادته الحكيمة بالإجماع في إفريقيا”.
وحددت الرسالة السامية التي وجهها جلالة الملك إلى المشاركين في المناظرة الدولية التي انعقدت في الصخيرات تحت شعار “كرة القدم الإفريقية، رؤيتنا” (يوليوز 2017) جوانب هذه الرؤية الملكية، من خلال الدعوة إلى تعزيز التقارب بين الشعوب وتلاقح الحضارات، مع الدعوة على المستوى العملي، إلى تنفيذ جميع التجارب الناجحة وتوجيهها من أجل تنمية مستدامة ودائمة.
وفي هذا الاطار، أبرز لقجع، أن المملكة شكلت مفترق طرق لقرارات كبرى كان لها أثر في تطور كرة القدم الإفريقية والعالمية، من خلال تنظيم انتخابات الأعضاء على مستوى اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وأيضا من خلال جعل المغرب منصة ونموذجا يحتذى به” في هذا المجال.
وقال لقجع، إن الزيارة التي قام بها وفد هام من الاتحاد الدولي لكرة القدم، مؤخرا، إلى المغرب برئاسة الكاتبة العامة، فاطمة سمورا، تشهد، إذا كان الأمر يحتاج إلى ذلك، على الاعتراف بالريادة والنموذج المغربي.
وأكد من جانب آخر، أن كرة القدم تعد رافعة أساسية لتنمية المجتمعات ولاندماج الشباب، كما أنها أداة لنقل القيم النبيلة للرياضة والتعاون من أجل عالم مزدهر، حيث النجاح الجماعي يتجسد من خلال كافة التظاهرات الرياضية.
وأضاف أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عملت من خلال الاستلهام من التوجيهات الملكية السامية، على تطوير آلياتها للتعاون، خاصة وأن كرة القدم الإفريقية لايمكنها الاعتماد سوى على قيمها الجوهرية والذاتية من أجل المضي قدما، ومنافسة الأمم الكبرى وإبراز مؤهلاتها الهائلة.
وفي معرض حديثه عن التواجد المغربي الملحوظ داخل الهيئات القارية والإقليمية والدولية، أكد لقجع أن “أهم شيء هو بلوغ تواجد مؤسساتي دائم”، سواء تعلق الامر بكرة القدم أو بأي نشاط آخر، مبرزا أن المعادلة بسيطة: فإما أن يكون المرء فاعلا نشطا وصانع قرار، أو أن يكون في وضع المتفرج الذي يطبق وينفذ المذكرات.
وأشار إلى أنه بين هذين الخيارين المتباعدين، فإن المغرب يتوفر على كل الامكانيات التي تؤهله لشغل مناصب أفضل مقارنة بالوضع الحالي.
واستطرد قائلا “إن المغرب كان دوما أرضا للتميز والانجازات. وقبل خمسين عاما، في سنة 1970، كان المنتخب الوطني حاضرا في كأس العالم”، مبرزا أن المملكة المغربية “موطن النجوم مثل العربي بن مبارك وآخرين، كانت أيضا ومنذ زمن بعيد أرض الشغف بكرة القدم وقيمها”.
وعلى الصعيد الداخلي، يرى لقجع أنه يتعين أن يرتكز التوجه من الآن فصاعدا على ضمان الشروط الأساسية لممارسة كرة القدم، لأنه “نظرا لتطور منطق التخطيط العمراني لدينا، يتعين علينا إدامة مساحات الألعاب لفائدة الشباب”، ويتعلق الأمر بهدف أساسي تنكب عليه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بجدية.
وفي هذا السياق، أكد لقجع على أهمية مجال التكوين، على اعتبار أن المواهب الشابة التي تتألق في المراكز الجهوية يجب أن تلج المركب الرياضي محمد السادس لكرة القدم، الذي دشنه جلالة الملك منذ أكثر من عام، والذي يعد اليوم أفضل مركز عالمي من حيث البنية التحتية والمعدات التي تتيح تحقيق الانجازات.
وأشار إلى أن جهودا كبيرة تبذل لتجسيد برنامج ترابي لتطوير البنى التحتية لكرة القدم، تطبيقا للتعليمات الملكية السامية.
واعتبر أن هذا التوجه حكيم وضروري لأسباب معروفة: فالمجتمع المغربي مجتمع فتي، وكرة القدم رياضة شعبية للغاية، والبلاد تتوفر على ما لا يقل عن 400 ألف حامل رخصة لعب، ناهيك عن ملايين الفتيان والفتيات الذين يلعبون كرة القدم من أجل المتعة.