الحدث بريس:المختار العيرج.
رفع رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت دورة يوليوز 2020 قبل افتتاحها، و المثير أن الرفع تم من مكتب مجاور للقاعة المخصصة للاجتماع، و جاء عن بعد، و بواسطة مكبر محمول للصوت .
و كان السبب المعلن لاتخاذ هذا الاجراء ” احتلال ” ثلاثة مستشارين لمقاعد وضعت خصيصا للموظفين، في حين خصصت لهم و لزملائهم من المستشارين المقاعد الأمامية للقاعة و هي على شكل مدرج، و هو الأمر الذي لم تستسغه المعارضة المكونة منذ عام من أغلبية المستشارين، لذلك أصر النواب الثلاثة على الجلوس بالمنصة الرئيسية التي خص بها الرئيس نفسه و والي الجهة و بعض الموظفين .
و أمام تمسك النواب الثلاثة بقرارهم بدعوى غياب تكافؤ الفرص بين الرئيس و بقية المستشارين، فالرئيس سيخاطب المجلس من منصة مدرج موضوعة في مكان مرتفع و الآخرون سيكونون في مكان هابط و منحدر، مما يوحي بعلاقة أستاذ/تلميذ و هو ما اعتبروه مخلا بالأدوار التي أناطها المشرع بمختلط مكونات المجلس من مساواة و ندية… و تشبث الرئيس بفكرة إخلاء المنصة من قبل النواب الثلاثة كشرط لبدء الدورة، و على الرغم من أن الكراسي التي كانت موضوعة للموظفين وفق شروط السلامة الصحية هي نفسها التي جلس عليها النواب من غير أن يزحزحوها…فإن الرئيس سيرفع أو يلغي الدورة اعتمادا على المبررات الصحية المعتمدة من لدن السلطات المختصة .
إن ما حدث يبين بالواضح و الملموس أن المجلس خرج من البلوكاج إلى العبث و عدم الاكتراث بمصالح المواطنين في هذه الجهة المنكوبة أصلا و عليه، و ما دامت الرؤى صارت اليوم واضحة و أنه لم يعد مقبولا من مختلف الأطراف تجاهل الحالة الشاذة لهذا المجلس، بالأمس حدث أقل من هذا بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، فوجد المخرج السلس ليواصل أشغاله و تنمية المنطقة، و بعده كان مجلس جهة كلميم واد نون فجهز الحل و كان جدول أعمال دورته في يوليوز الجاري مضربا للأمثال … وحده مجلس جهة درعة تافيلالت ترك لحاله، يلوك مآسيه و يندب حظه التعيس، بلا حل و لا مخرج و زادت الدورة الحالية الطين بلة، و أرخت لخروج المجلس من حالة البلوكاج ليدخل مرحلة العبث بامتياز، فدورة يوليوز ألغيت و كان السبب المصرح به خلاف يين الرئيس و بعض نوابه فقط على كراسي و هندسة غير مهيأة وفق مقاييس اعتبارية بالدرجة الأولى، و عوض البحث عن حلول وسطى و بدائل أخرى آثر الطرفان ركوب الرأس و ردد الجميع ” و لو طارت معزة ” .