على بعد كيلومترات من مدينة الرشيدية، وعلى امتداد هكتارات تتوسطها العديد من الأراضي الفلاحية، يوجد المطرح العمومي لتجميع الأزبال بالرشيدية الذي يستقبل كل يوم أطنان من النفايات.
وعلى طول الطريق الوطنية رقم 10 الرابطة بين الرشيدية وكلميمة، انطلاقا من مدخل المدينة على الناحية الجنوبية ( حي الرياض) ووصولا لمطرح النفايات بالاقليم، يشتكي السائقون ومرتادو هذه الطريق من روائح كريهة تنبعث من شاحنات النظافة المحملة بالنفايات ، وركام الأزبال . وترافق هذه الروائح مستعملي الطريق على امتداد الطريق ولا يتخلصون منها إلا عندما يصلون لتاردة.
وإلى جانب الروائح الكريهة، هناك عصارات الأزبال المتسربة من شاحنات النظافة، التي لا يمكن التخلص منها إلا عند وصول هذه الأخيرة للمطرح.
عدالة مناخية وبيئة سليمة
وبالرغم من المجهودات الكبيرة، التي بذلها المغرب في المجال البيئي وسعيه نحو “عدالة مناخية وبيئة سليمة”. إلا أن هناك إشكالات بيئية كبرى لم تجد طريقها إلى الحل بعد. وأخطرها مكبات أو مطارح النفايات التي تعد نقطا سوداء تنفث سمومها كل يوم في الهواء. وتؤثر سلبا على المجال البيئي وصحة المواطنين.
وتثير مطارح النفايات قلقا متزايدا وأسئلة حارقة لدى نشطاء ومختصين في المجال البيئي. يعتبرون أن سوء تدبير هذا الملف يهدد صحة السكان والمجال البيئي على حد سواء.
طاقم الحدث بريس انتقل إلى عين المكان ورصد طريقة التدبير العشوائية للنفايات، حيث يعتمد المطرح على تقنية قديمة ومعروفة للتخلص من أطنان الأزبال، التي يستقبلها يوميا. إذ يعمد المشرفون عليه إلى حرقها، ولتخفيف آثار ذلك تتم تغطية بقايا الأزبال المحروقة بالأتربة.
كما سجل الطاقم تحول مطرح النفايات الأكبر بالرشيدية، إلى مرعى شبه يومي يحج إليه عشرات الرعاة من هوامش المدينة. بل هناك من اختار الاستقرار بمحاذاة المطرح من أجل الرعي، والبحث عن المتلاشيات وسط ركاماته. ما يشكل خطرا على الإنسان والمواشي أيضا.
وتزداد الخطورة أكثر كلما تعلق الأمر باستهلاك النفايات الطبية من قبل بعض الحيوانات التي يعيش عليها الإنسان كالأغنام. التي تعتبر معبرا غير مباشر للأمراض إلى جسم الإنسان. حيث تنتقل عبر اللحوم والفضلات التي تطرح في المجال البيئي.
ولحدود كتابة هذه الأسطر. لازال المطرح يشكل خطرا كبيرا على البيئة، وعلى صحة الإنسان، فما على المسؤولين سوى التدخل بشكل عاجل، ووضع الخلفيات جانبا لرفع الستار عن معاناة الساكنة مع المطرح/ القنبلة، والتي طال أمدها، ضمانا للحق في العيش في بيئة سليمة، والذي تضمنه كافة المواثيق الدولية والوطنية.
فيديو..