سجل المغرب، يوم الخميس 12 شتنبر 2024، أول حالة إصابة مؤكدة بمرض جدري القردة (إم-بوكس)، وفقًا لما أعلنت عنه وزارة الصحة والحماية الاجتماعية. الحالة تم اكتشافها بمدينة مراكش، حيث يتلقى المصاب الرعاية الطبية اللازمة في أحد المراكز المتخصصة، ويشير البيان الرسمي إلى أن حالة المريض مستقرة ولا تستدعي القلق في الوقت الحالي.
ما هو جدري القردة؟
جدري القردة هو مرض فيروسي نادر يسببه فيروس يحمل الاسم نفسه، والذي يُعرف بقدرته على الانتقال من الحيوان إلى الإنسان وأحيانًا بين البشر. منظمة الصحة العالمية تُعرّف هذا المرض على أنه يسبب طفحًا جلديًا وتورمًا في الغدد الليمفاوية، بالإضافة إلى أعراض الحمى والصداع وآلام العضلات. في أغلب الحالات، يكون المرض ذاتي الشفاء، حيث يتعافى المصابون في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع. لكن في بعض الحالات، قد يؤدي المرض إلى مضاعفات خطيرة، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي.
كيف ينتقل جدري القردة؟
ينتقل جدري القردة بشكل رئيسي من خلال المخالطة المباشرة مع شخص مصاب، سواء عن طريق اللمس أو التعامل مع سوائل الجسم المصابة. كما يمكن للمرض أن ينتقل عبر الرذاذ التنفسي في حالة التحدث أو التنفس بالقرب من شخص مصاب. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن ينتقل المرض من خلال الأدوات الملوثة مثل الملابس أو البياضات.
المقلق في الأمر هو أن العدوى قد تنتقل عبر الاتصال الجنسي أو ملامسة الجلد للجلد، مما يزيد من خطورة انتشار المرض في المجتمعات، خصوصًا بين الأشخاص الذين يتعاملون مع شركاء جنسيين متعددين.
مخاوف من عودة الحجر الصحي
مع اكتشاف أول حالة في المغرب، ظهرت تساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي حول إمكانية إعادة فرض الحجر الصحي أو التدابير الاحترازية التي عاشها المغاربة خلال أزمة كورونا. وعلى الرغم من اختلاف آليات انتقال فيروس كورونا عن جدري القردة، إلا أن المخاوف تتزايد بشأن إمكانية انتشار المرض بشكل واسع.
غير أن وزارة الصحة أوضحت في بيانها أن الإجراءات الوقائية المعمول بها حاليًا كافية للسيطرة على الحالة المكتشفة، وأن المرض لا يتطلب اتخاذ إجراءات مشابهة لتلك التي تم اعتمادها مع كوفيد-19.
الأعراض والمضاعفات المحتملة
من بين الأعراض التي قد يعاني منها المصابون بجدري القردة:
-
الطفح الجلدي الذي يبدأ في الوجه أو المناطق الحساسة.
-
الحمى وآلام العضلات.
-
تضخم الغدد الليمفاوية.
-
الصداع والشعور بالوهن.
في حالات نادرة، قد يتسبب المرض في مضاعفات خطيرة مثل التهابات رئوية أو عدوى بكتيرية تؤثر على الجلد، وفي بعض الحالات قد تؤدي إلى الوفاة، خصوصًا بين الفئات الأكثر هشاشة مثل الأطفال وكبار السن.
الوقاية والعلاج
حتى الآن، لا يوجد علاج معتمد بشكل كامل لجدري القردة. تعتمد الرعاية الصحية على تخفيف الأعراض ومنع المضاعفات. ومن جانبها، أكدت وزارة الصحة أن الحالة المكتشفة تتلقى العلاج المناسب، وطمأنت المواطنين بأن الوضع تحت السيطرة.
أما فيما يخص الوقاية، فيوصى بـ:
-
تجنب المخالطة المباشرة مع المصابين.
-
ارتداء الكمامات والقفازات عند الاعتناء بالمرضى.
-
غسل اليدين بانتظام بالصابون أو استخدام المعقمات.
-
تجنب ملامسة الأدوات الملوثة مثل الملابس أو المناشف المشتركة.