هل ينجح بن كيران في إقناع "البيجيدي" بالبقاء أمينًا عامًا؟
شارك
يستعد حزب العدالة والتنمية لعقد مؤتمره الوطني التاسع في أبريل المقبل، وسط أجواء من الترقب والتساؤلات حول مستقبل القيادة داخل الحزب، وإمكانية استمرار الأمين العام الحالي عبد الإله بن كيران، أو حدوث تغيير قد يعيد وجوهًا بارزة من الحرس القديم، مثل مصطفى الرميد وسعد الدين العثماني، إلى الواجهة السياسية.
مرحلة التحضير وجمع المقترحات
تشهد المرحلة الحالية استعدادات مكثفة داخل الحزب، حيث تعمل المكاتب الجهوية على تقديم مقترحاتها المتعلقة بالمؤتمر وشؤونه، بما في ذلك تعديلات على النظام الأساسي، وصياغة البرنامج العام، وتحديد الملامح الجديدة للأطروحة السياسية التي ستشكل المرجعية للحزب خلال المرحلة المقبلة. وتأتي هذه التحضيرات في سياق محاولة العدالة والتنمية استعادة توازنه بعد التراجع السياسي الذي شهده في السنوات الأخيرة.
إصلاحات مرتقبة في النظام الأساسي
من المرتقب أن يتجه الحزب نحو تعديل نظامه الأساسي بهدف تبسيط المساطر الداخلية، وتحسين آليات العمل الحزبي لضمان مزيد من الفاعلية خلال السنوات الخمس القادمة. هذه الخطوة تأتي استجابة لمطالب داخلية تدعو إلى تحديث الهياكل التنظيمية وتطوير الأداء السياسي لمواكبة التغيرات المتسارعة في المشهد الحزبي الوطني.
صراع القيادة.. بين التجديد والعودة إلى الماضي
يبقى مستقبل القيادة داخل الحزب محل جدل واسع، حيث تتباين التوجهات. فقد يختار الحزب تجديد الثقة في عبد الإله بن كيران، الذي يحظى بشعبية واسعة داخل القواعد الحزبية، رغم الانتقادات التي تواجهه بخصوص أدائه خلال المرحلة السابقة. و خيار الدفع بوجوه جديدة من الجيل الثاني داخل الحزب يبدو مطروحًا، في محاولة لضخ دماء جديدة وتعزيز التشبيب داخل هياكله.
ويروج بقوة سيناريو إعادة بعض الأسماء البارزة التي سبق أن قادت الحزب، مثل مصطفى الرميد وسعد الدين العثماني، بهدف استعادة التوازن القيادي وتحقيق نوع من المصالحة بين مختلف التيارات الداخلية.
آفاق المؤتمر ومصير الحزب
سيكون المؤتمر الوطني التاسع محطة حاسمة في مسار العدالة والتنمية، إذ سيتحدد خلاله مستقبل الحزب السياسي وخياراته التنظيمية في ظل تحديات المرحلة. فهل سيتمسك الحزب بقيادته الحالية، أم سيشهد تحولًا جذريًا يعيد رسم ملامحه السياسية؟
الأيام المقبلة ستكون كفيلة بالكشف عن التوجهات الحقيقية للحزب، وعن مدى استعداده لإحداث تغييرات تعيد له الزخم السياسي، بعد سنوات من التراجع في المشهد الحزبي المغربي.