“وجه آخر للموت” هو آخر ما جادت به قريحة سميرة أملال. الشاعرة والصحافية التي يضم رصيدها في الإنتاج الشعري مجموعات ودواوين. من بينها “حيدا تمضي، وحيدا تعود” و”وحده الليل يفقه سر الفراشات”.
الشاعرة سميرة أملال هي أيضا مقدمة برامج ثقافية على الهواء، و هي كذلك إطار عالي في الجماعات الترابية بورزازات، تتقن مهنتها كشاعرة وتجيد طرز الكلمات في الوسط الجنوبي للمغرب، جهة درعة تافيلالت.
واجهة الصفحة الرئيسية للمجموعة مزينة بصورة للفنان التشكيلي عبد الله الزنيفي تعكس هذا الموت الجديد بمعنى سميرة أملال، والتي تعرض للجفاف، جفاف البرك والأنهار وكذا فصل الخريف الذي تتساقط فيه أوراق الحياة على الأراضي القاحلة.
تحتوي مجموعة سميرة أملال، على 25 قصيدة وتنتشر على 78 صفحة، عنوان هذه المجموعة قصيدة مختارة للتعرف على الأبعاد العميقة لهذا العمل، والتي تبدأ بهذه الأبيات:
الأبواب مشرعة على السراب
المدينة بالملح مشبعة
تموج والفوضى في سكون الغياب
تقرع صدى العابرين
في رحلة شتاء بلا صيف
في عرضها للمجموعة، جمعت الشاعرة والكاتبة حكيمة الشاوي ملخصا مهما وملموسا للغاية للمجموعة بأكملها. بحجة أنه: “لكي ينكتب الشعر، لا بد له أن يتقن طقوس العشق.. و أن يعبر فوق الجمر .. وأن يصبح مسكونا بالإنسانية حد الجنون.. لا بد له أن يشعر بلذة الموت.. و أن يصاب بغيبوبة الروح حد الثمالة”…
كما لم تفشل شاعرتنا سميرة أملال في نشاطها النابع من قوة الأوساط الأكاديمية التي غرست حبها للإنسان والطبيعة وثقافة الأجداد وأصالة القصبات وصحراء الأطلس المتوسط على حدود محاميد الغزلان.
قصائد سميرة وشذراتها، التي يبلغ عددها المئات، هي ترنيمة للجمال والطبيعة والحب والوطنية التي لا تتزعزع.