في زيارة ميدانية إلى عمالة مكناس وإقليم الحاجب، قام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، يوم الجمعة، بمواكبة تطورات الموسم الفلاحي وتأثير التساقطات المطرية الأخيرة. الزيارة التي شملت لقاءات مع الفلاحين ومربي الماشية، جاءت بهدف الاطلاع عن كثب على الوضعية الحالية للموسم الفلاحي، خاصة في ما يتعلق بزراعات الحبوب والبذور الزيتية والأشجار المثمرة.
وفي تصريح للوزارة، تم التأكيد على أن جهة فاس-مكناس التي عاشت بداية موسم اتسم بنقص في التساقطات المطرية، شهدت خلال الأسابيع الأخيرة هطول أمطار مهمة كانت بمثابة نقطة تحول إيجابية للموسم الفلاحي. حيث تقدر التساقطات الحالية في الجهة بـ332.5 ملم، وهو ما ساهم في تحسين حالة الزراعات بشكل ملحوظ. ويعكس هذا التحسن بشكل كبير تحسن الوضعية النباتية للحبوب الخريفية، حيث أظهرت المعطيات أن 40% من المساحات المزروعة في وضعية جيدة و49% في وضعية متوسطة، ما يبشر بمردودية أفضل من التوقعات الأولية.
وقد تم تخصيص حوالي 650,000 هكتار لزراعة الحبوب الخريفية، حيث يمثل القمح اللين 48% من هذه المساحة، يليه القمح الصلب بنسبة 26% ثم الشعير. وفيما يخص البذور الزيتية، تم تخصيص حوالي 1,500 هكتار، مقسمة بين الكولزا وعباد الشمس بنسبة 46% و54% على التوالي. أما بالنسبة للأشجار المثمرة، فتأتي الأمطار الأخيرة في وقت مناسب لأشجار الزيتون، التي تصل مساحتها المنتجة إلى حوالي 360,000 هكتار، ما يمثل 77% من مساحة الأشجار المثمرة في الجهة.
لم تقتصر الفوائد على الزراعة فقط، بل كان لها أيضًا تأثير إيجابي على إنتاج الخضروات مثل البطاطس والبصل في الجهة، التي تشهد تحسنًا ملحوظًا بفضل الأمطار الأخيرة. وتجدر الإشارة إلى أن جهة فاس-مكناس تعد من أكبر المناطق المنتجة للبصل والبطاطس في المغرب، حيث تمثل حوالي نصف الإنتاج الوطني من البصل و20% من إنتاج البطاطس.
كما استفادت المناطق الغابوية والرعوية في الجهة، التي تمتد على مساحة 1.8 مليون هكتار، من هذه التساقطات، ما ساعد في زيادة وفرة الموارد الكلئية للماشية. وتعتبر سلالات تيمحضيت وبني كيل من السلالات السائدة في هذه المناطق.
وأكد وزير الفلاحة أحمد البواري على أهمية استمرار الوزارة في تعزيز الدعم والمواكبة للفلاحين، سواء من خلال تحسين أنظمة الري أو عبر تقديم حلول مبتكرة تساهم في جعل القطاع الفلاحي أكثر استدامة ومرونة. وفي هذا السياق، تعد التكنولوجيا الذكية المناخية أداة أساسية لضمان استدامة الإنتاج الفلاحي، مما يعزز الاقتصاد القروي ويدعم التنمية المستدامة في المغرب.