الحدث بريس : وكالات
حذرت منظمة المتحدة للطفولة /يونيسف/ من حدوث موجات تفشي جديدة لشلل الأطفال المتحور بالسودان واليمن، تهدد ما تم إحرازه من تقدم في برنامج شلل الأطفال منذ عقود.
وقالت المنظمة في بيان صادر عن مكتبها الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط، إن حالات وباء شلل الأطفال المتحور التي تم تأكيدها مؤخرا في اليمن والسودان، هي “من عواقب تدني مستويات المناعة المتزايد بين الأطفال”، مضيفة أن تفشي شلل الأطفال في هذين البلدين، “هي أولى الحالات الجديدة لتفشي هذا الداء في فترة /كوفيد-19 / في المنطقة”.
و أضاف البيان، أن السودان واليمن” شهدا أخر حالة إصابة بشلل الأطفال على التوالي عامي 2009 و2005، و أن البلدين عملا بجد منذ ذلك الحين للحفاظ على مستويات المناعة من خلال استخدام اللقاح الفموي لشلل الأطفال على نطاق واسع، لكن موجات التفشي الجديدة تشير إلى أننا نحتاج إلى العمل أكثر بكثير”.
وسجل المصدر ذاته، أن موجات تفشي المرض “لم تكن مفاجئة، ففي السودان أدت عملية تنقل المجتمعات المكثفة، وحركة النازحين بسبب النزاع، وتنقل السكان المتكرر بين بلدان الجوار، وتقييد الوصول إلى بعض المناطق، إلى صعوبة تزويد كل طفل باللقاحات، فيما تتجمع الحالات باليمن في محافظة /صعدة/ التي مزقتها الحرب شمال غرب البلاد، والتي تعاني من مستويات منخفضة للغاية من حيث التلقيح الروتيني، بالإضافة إلى أن برنامج القضاء على شلل الأطفال لم يصلها منذ أكثر من عامين”.
واعتبرت المنظمة، أن تفشي وباء شلل الأطفال المتحور، هو” جرس إنذار ينبه إلى أن مستويات المناعة في المجتمعات المتضررة أصبحت منخفضة بشكل غير مقبول”.
ونقل البيان عن المدير الإقليمي ل”يونيسف” في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تيد شيبان، والمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط أحمد المنظري، قولهما إن ” ضعف المناعة ضد جميع سلالات فيروس شلل الأطفال شكل خطرا متزايدا في جميع أنحاء المنطقة بسبب التحديات المستمرة في إيصال اللقاحات المنقذة للحياة للأطفال”.
وأضافا, أن جائحة/ كوفيد-19/، “أدت إلى المزيد من الانخفاض في معدلات التلقيح، ما أدى إلى تفاقم الصعوبات في تقديم الرعاية الصحية الناجمة عن عدم الاستقرار السياسي, والنزاعات المسلحة”.
وأكدا أن منظمة الصحة العالمية و /يونيسف/ “ملتزمتان بشكل كامل، وتشاركان في العمل لتخليص العالم من هذا المرض المنهك”، داعيين جميع المهتمين، ولاسيما أطراف النزاع ومن لهم تأثير عليهم، إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وبشكل مستدام إلى العاملين في مجال الصحة لكي يتمكنوا من تزويد كل طفل بلقاح شلل الأطفال”.
وشدد المسؤولان على أن “الحاجة ماسة اليوم أكثر من أي وقت مضى لدعم جهود التلقيح الروتينية، وتزويد كل طفل بلقاح شلل الأطفال الفموي والتي هي أفضل وسيلة يملكها العالم لوقف تفشي شلل الأطفال”.