تماشيا مع الحيثيات القانونية التي جاءت بها مدونة السير، والتي تنص على أهمية تدبير السرعة بالوسط الحضري وبالمناطق التي تعرف حركة مكثفة للفئات عديمة الحماية من مستعملي الطريق، والتقليص من حوادث السير. حيث شدد وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، عبد القادر أعمارة، في هذا الصدد، عبر ندوة دولية نظمت عبر تقنية التناظر الرقمي تحت شعار “تدبير السرعة بالوسط الحضري وتأثيره على السلامة الطرقية”، على ضرورة تقليص متوسط السرعة.
وفي نفس السياق، أبان على أن حوادث السير تخلف سنويا على المستوى الدولي 1.3 مليون قتيل وأزيد من 35 مليونا من الضحايا المصابين بأضرار جسدية ونفسية مستديمة. والتي غالبا ما تكون بسبب السرعة، مشيرا إلى أن هذه الحوادث تعتبر، اليوم، السبب الرئيسي للوفاة لدى الأطفال والشباب البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و29 سنة.
وبمقتضى الدراسات المنجزة في هذا المجال أفادت على أن تقليص متوسط السرعة بنسبة 2 في المائة يمكن أن يؤدي إلى إنقاذ 100ألف حياة بشرية كل سنة عالميا، باعتبار أن التحكم الجيد في المخاطر يمكن أن يكون رافعة حقيقية لتقليص خطر الحوادث داخل الفضاء الطرقي بشكل ملحوظ.
وعلى هذا الأساس، فإن أهمية التقليص من السرعة، خاصة بالوسط الحضري وبالمناطق التي تعرف حركة مكثفة للفئات عديمة الحماية من مستعملي الطريق راجع للحفاظ على سلامة الصالح العام، وهذا ما أشار له مدير الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية “نارسا”. حيث شدد كذلك على أن هذا التدبير يندرج ضمن سلسلة من عمليات التحسيس والتربية على السلامة الطرقية والتواصل المباشر والرقمي المنظمة بهذه المناسبة، والتي تركز على السرعة والمخاطر المرتبطة بها.
ويذكر أن الهدف من تنظيم هذا النوع من التظاهرات الرقمية هو نقل التجارب والخبرة إلى الفاعلين الوطنيين المشاركين و خاصة رؤساء الجماعات المحلية ومجالس المدن الذين يضطلعون بالمسؤولية القانونية المتعلقة بالتهيئات والتشوير الطرقي.