خلقت اسبانيا لنفسها حرجا سياسيا وديبلوماسيا، بعد فضيحة استقبالها لمجرم بوثائق مزورة. كما أنها تحاول لعب دور المظلومية والاختباء وراء الاتحاد الأوروبي. لأهداف مركزية تتمثل في تخفيف حجم الخسائر المحتملة على اقتصادها وأمنها. لكن ذلك لن يعيد الأمور إلى سابق عهدها بعد تكسير إسبانيا لجدار الثقة الذي تم تشييده بصعوبة شديدة بعد عقود من المد والجزر.
وعلى هذا الأساس، فإن التهديدات المعروضة والمواقف العنيفة التي أطلقتها الحكومة الإسبانية. وطرحتها في بورصة الاتحاد الأوروبي لرفع أسهم شرعيتها لن تثني البلد المغربي، عن الدفاع عن وحدته الترابية وسيادته على كل شبر من أراضيه بما فيه صحرائه المغربية. وما دام أن سلطات مدريد لم تقدم رواية مقنعة اتجاه استضافة ابن بطوش. وتفضل اللجوء إلى سياسة الهروب إلى الأمام فلن ينتهي المشكل الديبلوماسي. وسيتم العودة إلى النقطة الصفر من جديد.
وعلى صعيد آخر، أفاد مجموعة من السفراء والمحللين السياسيين. أن إسبانيا ستكون واهمة إذا اعتقدت فعلا أن المغرب سيتراجع عن تحلله من التزاماته بالترهيب أو التجييش الأوروبي ضده. فالغضب المغربي بلغ ذروته إزاء حماقات السلطات الإسبانية. وقد آن الأوان لوضع حدّ لتلك الممارسات الطائشة التي لاتولي أي اهتمام للماضي والحاضر والمستقبل.
ويذكر أنه يجب على إسبانيا ألا تسيء فهم ضبط النفس المغربي. منذ انطلاق الأزمة وانحيازه للغة لبقة بأنه ضعف أو قلة حيلة، باعتبار أن المملكة المغربية لاتسعى لخلق خلاف مع جار يجمعنا معه أكثر ما يقرفنا، ونرغب في الحوار المتكافئ والصريح على قاعدة حسن الجوار. لكن المغرب لن يتراجع عن مواجهة أي تصرف يعادي وحدته الترابية مهما كان مصدره وسيرد بالقدر المناسب والفعال لدرء أي عمل استفزازي، وهذا ماأفاد به الأستاذ عمر الشرقوي في هذا الصدد.