تشهد مختلف مكتبات العاصمة الإسماعيلية مكناس ونواحيها، هذه الأيام، إقبالًا مكثفًا من التلاميذ والأسر استعدادًا لانطلاقة الموسم الدراسي الجديد، حيث تتحول هذه الفضاءات إلى نقاط التقاء مفعمة بالحيوية، في أجواء يطبعها الحماس والتحضير لمرحلة جديدة بعد عطلة الصيف.
ويُعد الدخول المدرسي محطة سنوية بارزة في حياة الأسر المغربية، التي تسعى، رغم الضغوطات المالية، إلى توفير الكتب واللوازم الدراسية لأبنائها، باعتبارها وسيلة لفتح آفاق جديدة أمامهم وضمان انطلاقتهم بثقة نحو عام دراسي حافل بالفرص.
في هذا السياق، قال عز الدين الطيب، مستخدم بإحدى المكتبات الكبرى بالرباط، في تصريح للحدث بريس، إن هذه الفترة تمثل “أهم محطة في السنة بالنسبة لأصحاب المكتبات”، مشيرًا إلى أن الإقبال لا يقتصر فقط على المقررات الدراسية، بل يشمل أيضًا الدفاتر والأدوات المدرسية المتنوعة التي تضفي أجواء من البهجة على الأطفال.
وأضاف الطيب أن المكتبات تبدأ استعداداتها قبل أسابيع من حلول هذه الفترة، عبر توفير الكتب الرسمية والكتب الموازية التي تشهد طلبًا متزايدًا، موضحًا أن “المكتبات لم تعد مجرد أماكن للبيع، بل تحولت إلى فضاءات ثقافية وتربوية تساهم في غرس حب المعرفة لدى الأجيال الصاعدة، وتجعل العودة إلى المدرسة لحظة أمل وتفاؤل”.
من جهتها، عبّرت عائشة، وهي أم لتلميذ في المستوى الابتدائي، عن شعورها بهذه المرحلة قائلة: “اقتناء الكتب واللوازم ليس مجرد عملية شراء، بل هو رسالة واضحة للأبناء بأن تعليمهم يأتي في المقام الأول”، مشددًا على أن الدخول المدرسي يمثل مزيجًا من الفرح والمسؤولية بالنسبة للآباء.
وأضافت عائشة أن الأسر، رغم تعدد الالتزامات وارتفاع المصاريف، تضع التعليم في صدارة أولوياتها، حتى وإن تطلّب الأمر التنقل بين عدة مكتبات لتأمين كافة الحاجيات الدراسية.
أما أحمد، أب لطفلين في المستوى الابتدائي، فقد أكد أنه لا يدخر جهدًا في سبيل تأمين المستلزمات المدرسية لأطفاله، معتبرا أن التضحية من أجل تعليم الأبناء “ليست عبئًا، بل استثمارًا يضمن لهم مستقبلًا أفضل ومكانة مرموقة في المجتمع”.
ويعكس هذا الإقبال المتزايد، وفق مراقبين، مكانة التعليم في الوعي المجتمعي المغربي، باعتباره أساسًا لبناء الأجيال القادمة، ومحركًا للتنمية رغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية.